يروي بعض المحبّين (دعابة) من دعابات السيد الشهيدمحمد محمد صادق الصدرقدس سرة الشريف في رفضه تقبيل اليد ويقول ان احد الناس جاء من مكان بعيد وكان يُصرّ على تقبيل يد السيد او يلتمسذلك متوسلاً والسيد يرفض، وحين ألحّ عليه الحاضرون في إرواء ظمأ السائل وتلبية حبه وعواطفه رضي بذلك واشترط أن يقبِّل هو الآخر يد المقبِّل، وحين قبل الشرط جاءت آلية التنفيذ: من يقبّل أولا؟ وجرى الالحاح أن السيد هو الاكبر سنّاً وبالتالي فهو الذي يجب أن تقبّل يده أولاً، وحين رضخ السيد للمنطق قبّل صاحبنا يد السيد وولى هارباً والسيد يلاحقه مازحاً محباً حبيباً مداعباً يقول: (امسكوه حرامي) !..
بهذا الحب، وبهذه المودّة وبهذا اللطف كان السيد يتعامل مع الناس الذين يعرفهم والذين لا يعرفهم، وكثيراً ما كان يتغافل عن شخص يؤذن للصلاة آذاناً خاطئاً وحين يُطلب منه تبديله يقول:
(لا أريد أن امنعه عن الأذان لعلّ، بينه وبين اللَّه صلة لا أريد أن أقطعها)، أيأكون سبباً في قطعها بهذا المنع...
ولكنْ ورغم هذه البساطة والدعابة والبراءة، يؤكد الكثيرون أنه كانت له هيبة الأئمة وشفافية الصالحين، وكان الجالس معه لا يرتوي من النظر الىهيبته ونور قلبه واشراقته، حتى كأنك تقرأ نزعة روحية عميقة تشابه روحية وبساطة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي يُدخل الداخل عليه وهو يقول (أيّكم محمد) كما تؤكد كتب السيرة، ولكنه ما إن يُعرف حتى تأخذ القادم هيبته ونورانيته، لأنها بساطة الأنبياء وهيبة المتقين من أهل اللَّه وأوليائه وأحبائه